حياته قبل الإسلام
نشأ أبو بكر في
مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بزازاً - أي بائع ثياب - ونجح في تجارته وحقق من الربح الكثير. وكانت تجارته تزداد اتساعاً فكان من أثرياء قريش؛ ومن ساداتها ورؤسائها. تزوج في بداية شبابه
قتيلة بنت عبد العزى، ثم تزوج من
أم رومان بنت عامر بن عويمر. كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب. وكانت له الديات في قبل الإسلام. وكان ممن حرموا
الخمر على أنفسهم في
الجاهلية، وما كان يعبد
الأصنام لكنه كان حنيفاً على ملة
إبراهيم. كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجار؛ وكان يعيش فيه
محمد بن عبدالله، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربان في السن والأفكار والكثير من الصفات والطباع.
[5] [8]كان أبو بكر من أوائل من أسلم من
الصحابة، حتى قيل أنه أول من أسلم إطلاقاً من الذكور
[9]؛ بينما يتبنى الشيعة الروايات التي تقول بأن
علي بن أبي طالب أول الذكور إسلاماً
[10]. وتقول الروايات أنه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور.
حياته بعد الإسلاموبعد أن أسلم؛ ساند محمد في دعوته للإسلام مستغلاً مكانته في قريش وحبهم له، فأسلم على يديه الكثير ، منهم خمسة من
العشرة المبشرين بالجنة وهم:
عثمان بن عفان،
والزُّبَير بن العوَّام،
وعبد الرحمن بن عوف،
وسعد بن أبي وقاص،
وطلحة بن عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم:
بلال بن رباح،
وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس. وقد قاسى أبو بكر من تعذيب واضطهاد قريش للمسلمين، فتعرض للضرب والتعذيب حين خطب في القريشيين، وحين دافع عن محمد لما اعتدى عليه الوثنيين، وقاسى العديد من مظاهر الاضطهاد
[5] [1]. من مواقفه الهامة كذلك أنه صدق محمداً في حادثة
الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل لمحمد أنه سيصدقه في كل ما يقوله، لهذا لُقب بالصِّديق
[11]. بقي أبو بكر في المدينة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح محمد لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم
محمد على الهجره إلى
يثرب؛ صحبه أبو بكر في
الهجرة النبوية.
[12] هجرتههاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي محمد في مكة وبعض المسلمين منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قرار محمد بالهجرة حتى يهاجر معه وفقاً للروايات السنية؛ وكان قد أعد العدة للهجرة، فجهز راحلتين لهذا الغرض، وفي ليلة الهجرة خرج محمد في الثلث الأخير من الليل خرج محمد إلى يثرب وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في
غار ثور ثلاثة أيام حتى هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلى يثرب، ويروى أن خلال الأيام الثلاثة جاء وثنيوا قريش يبحثوا عنهم في
غار ثور إلا أن الله أمر
عنكبوت بنسج خيوطه على الغار وأمر
حمامة بوضع بيوضها أمامه مما جعل وثنيوا قريش يشككون في وجودهما داخل الغار
[5]، ووفقاً للروايات قال أبو بكر لمحمد :«لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا» فطمأنه محمد قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا». وقد ذُكر هذا في
القرآن [13]، ويعد أهل السنة هجرة أبو بكر مع محمد إحدى مناقبه العظيمة.
حياته في المدينةوبعدما وصلا إلى المدينة، قام محمد بالمؤاخاة بين أبو بكر
وعمر بن الخطاب [8]. عاش أبو بكر في المدينة طول فترة حياة محمد وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن
اليهود في
معركة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبي في
معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء في
غزوة تبوك حيث كان هناك رايتين إحداهما بيضاء وكانت مع
الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل علي بن أبي طالب وقيل أبو بكر. تزوج من
حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له
أم كلثوم، ثم تزوج من
أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.
[5]خلافتهاختلف
المسلمون في أحقية
الخلافة بعد النبي
محمد. فبينما يعتقد المسلمون
السنة أن اختيار أبو بكر للخلافة، كان من نتائج المشاورات بين
الصحابة في
سقيفة بني ساعدة؛ يعتقد المسلمون
الشيعة أن الأحقية كانت
لعلي بن أبي طالب، وفقا لأحاديث وآيات قرآنية تفسر على هذا النهج.
وجهز في فترة حكمه
حروب الردة؛ ضد أولائك الذين رفضوا دفع
الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة
أسامة بن زيد كان قد جهزه محمد قبل وفاته ليغزو
الروم.
وفاتهتوفي أبو بكر على الحالة المرضية في يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة
13 هـ وهو ابن 63 سنة. وصلى عليه
عمر ابن الخطاب.