الذنوب بريد إلى سوء الخاتمة، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، فمن أراد أن يموت ساجداً فليكن أكثر أعماله السجود،
ومن أراد أن يموت صائماً فليكن أكثر أعماله الصيام، ومن أراد أن يموت ذاكر فليكثر من الذكر، والعاصي مثل ذلك، فمن رأيتموه يختم له بسوء فاعلموا أنه أسرف على نفسه في حياته فحرم التوفيق عند مماته.
وإليك نموذجين لهذه الخاتمة اللعينة، كتبها الله عز وجل على أصحابها ثمرة ذنوبهم القبيحة:
أ – محمد بن مغيث المغربي ( ت: 304 هـ )
كان مفتوناً بالخمر متبذلاً فيها، مدمنا عليها، لا يفيق منها، سأله بعض إخوانه في مرضه الذي مات فيه ليختبر قواه، فقال له: هل تقدر على النهوض إن أردت؟
فقال: لو شئت مشيت من هاهنا إلى حانوت أبي زكريا الخمار.
فقال: ألا قلت إلى الجامع؟!
فقال: لكل امرئ من دهره ما تعودا، ولم تجر العادة بذلك.
ومن مات على شيء بُعث عليه.
ب – مصطفى كمال أتاتورك ( ت: 1358 هـ )
اسم على غير مسمى.. حارب الإسلام فهدم الخلافة وجعل الأذان باللغة التركية، وجعل العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة، وحول مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وضاق مرة بأذان الفجر فأمر بقتل المؤذن وهدم المأذنة.. والمضحك المبكي أنه عند موته أوصى أن لا يُصلى عليه.
ودار الجدل بعد موته: أيصلون عليه فيخالفون وصيته أم يتركون الصلاة؟! وأخيراً وبعد جدل وافقوا على الصلاة عليه، ولكن تُرى من كان الإمام؟!
إنه مدير الأوقاف شرف الدين أفندي الذي حاول إقناع رئيس الجمهورية التركية بعد ذلك عصمت أينونو بجعل اللغة التركية للقرآن الكريم لغة للعبادة، وفرض قراءتها في الجوامع بقوة القانون، وشرف الدين هذا هو إمام الصلاة على أتاتورك...
وافق الشِّنُ الطبق، ولا يظلم ربك أحداً !!
وماذا بعد الكلام
1- قيسّ إيمانك بميز أن تأثرك بالذنوب، وعلى هذا الأساس حدد مقدار حاجته للإصلاح والترميم.
2- أول الطريق إلى الله الرجوع إلى الذنب والتألم على مقارفته والندم على الوقوع فيه والتفكر في آثاره وتبعاته.
3- مَن مَنع نفسه من نعيم زائل اليوم غرق في نعيم الأبد غداً.
4- من عمل أعمال الكافرين حُشر معهم، ومن عمل أعمال الظالمين حُشر معهم، ومن عمل أعمال المنافقين حشر معهم.
5- إذا نسيت هذه الآثار فاذكرها عند القبور، فإذا فاتك هذا فمع الرفقة الصالحة، فإن فاتك هذا فاذكرها عند مجالس الذكر، فإذا فقدت كل هذا، فقِس نبضك لتعرف أحي أنت أم ميت؟!.
6- من كره شيئاً هرب منه، ومن أحب شيئاً أصرّ عليه، فاقرأ هذه الرسالة مرة بعد مرة لتتقن فن الهرب من الذنوب.