أولا :ينبغي ملاحظة أن التعدد أمر مقرر شرعا , ولذا إذا وردت مناقشة عليه يجب أن لا يكون الاعتراض عاما مما يوحي بالاعتراض على هذا الأصل الشرعي , فلا ينبغي القول ـ مثلا ـ : بأن التعدد مرفوض !!! بل يقال : أنا عن نفسي لا أقبل بأن يكون زوجي معددا , ونحو ذلك ... أو لا أعتقد بأن التعدد مناسب لهذا الشخص أو هذه الفئة, لكي يعلم أن النقد يتعلق بالأشخاص أو تصرفاتهم لا بالتعددذاته.
مع ملاحظة طبيعة المرأة من ناحية شعورها , وأن لانطالبها بضرورة القبول والفرح بأن زوجها سيتزوج بأخرى , إذ أن هذا الشعور من الطبيعة والجبلة التي خلقت عليها , ولكن ينبغي في الوقت ذاته عدم تحميل الأمر أكثرممايحتمل , فالرضا شيء , والقناعة شيء آخر .
ثانيا:ينبغي النظر إلى التعدد نظرة أعمق من النظرة المتعجلة , فينظر له من خلال التساؤلات الآتية ـ مثلا ـ :
ـ هل التعدد حل لظاهرة العنوسة ؟ أو لا . مع بيان الأسباب لذلك .
ـ هل التعدد حل لقلة الرجال مقارنة بالنساء ؟ ....
ـ هل التعدد حل للمرأة المريضة , أو العقيمة ,؟ أو أنالطلاق بالنسبة لها أفضل ....
وهكذا ....
ثالثا :أن لا يركز على التعدد على أنه عقوبة للمرأة , أو لنقص بها , وهذا قد يقع من الرجال عملا , ولاشك أنه تصرف خاطئ يعود على الشخص ذاته , ولايمتد ليصم النظام بالخلل ـكما هو الحال بالنسبة لسائر المشاريع الإنسانية ـ
ويقع من النساء ظنا , فتعترض على أن هذا العقاب لاتستحقه , وهو في واقع الحال ليس إلا رغبة مجردة من الرجل لستر امرأة فقيرة ـ مثلاـ
وتقول الدكتورة نورة السعد: ( ولابد من التأكيد على ضرورةدراسة فقه التعدد وإدخالها في مناهج الثقافة الجامعية وعدم إبرازها كنوع من العقوبةللزوجة الأولى أو دليل على وجود نقصان أو خلل بها لأن الحكمة ليست كذلكأبدا.)
رابعا :إبعاد النظرة العاطفية عندابدأ الرأي قدر الإمكان , لكي لا تقع تجاوزات لفظية ُيندم عليها !! .
خامسا :التصرفات الخاطئة من بعض الرجال في هذا الأمر لايجعله محل نقد , بل يقتصر النقد عليهم فقط , فالزواج من زوجة واحدة يحصل فيه تجاوزات وظلم للمرأة , فهل هذا يسوغ لنا وصف مشروع الزواج بالفشل ؟!!!
سادسا :بالنسبةللرجال يجب النظرة للتعدد نظرة صحيحة , فهو ليس للمتعة واللذة , والتشدق في المجالس , بل هو أكبر من ذلك , هو حل للنساء اللاتي فاتهن الزواج في سن مبكرة , والمطلقة , والأرملة ....
وينبغي أخذ القدوة في ذلك من الرسول ـ عليه الصلاة والسلامـ فلم يتزوج بكرا إلا عائشة ـ رضي الله عنها ـ
فما أحرى بالرجال أن يسلكوا هذا الطريق , إذ لو سلكوه لحلت مشاكل اجتماعية خطيرة ,و كثيرة في المجتمعات الإسلامية , ولكانت المشاكل الأسريةالمتعلقة بهذا الأمر والتي أعيت الخبراء الاجتماعيين والنفسيين لم توجد أصلا !!
سابعا:التعدد لصالح المرأة من حيث النظرة المتأنية , ولصالح المجتمع ـأيضا ـ وليتصور كل واحد أخته أو ابنته إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب.. أولنتصور حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟! هل سيقدم عليهم شاب في مقتبل عمره؟ وماذا لوأن الله لم يشرع التعدد ماهو مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن ؟ فلهذا يتبين أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل .