فتوى الشيخ يوسف القرضاوي:
السؤال: تناقشت وزميل لي حول التدخين، وقلت له: إنه حرام، ولكنه قال لي هذا رأي فقهي، ومن الفقهاء من يرى أنه مكروه، فهل بعد ما ثبت ضرر التدخين يكون مكروها ؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالاختلاف الذي نشأ بين الفقهاء عند ظهور التدخين، ليس خلافا في أدلة الأحكام، ولكنه خلاف حول ثبوت الضرر في التدخين أم لا، وثبوت الضرر في التدخين لا يرجع إلى الفقهاء، وإنما يرجع إلى الأطباء، وقد أثبت الطب أضرار التدخين، ومن هنا فإن الخلاف في حكم التدخين يرتفع، ليكون هو الحرمة لثبوت الضرر، ولاتفاق الفقهاء أن ما ثبت ضرره ثبتت حرمته.
الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى
ج) طرق تختلف طرق التخلص من التدخين للأسباب التالية15)) الاختلاف بين المدخنين في الصفات والمزاج والظروف الاجتماعية والثقافية.
2) قناعة المدخن ومدى رغبته في الإقلاع.
3) مدى تأثره بأضرار التدخين صحياً وشرعياً ومادياً واجتماعيا.
4) مدى تعلقه بالتدخين وإدمانه له.
الأسباب التي جعلته من المدخنينالأسباب التي تدفع للتدخين
.
[color=blue]2- بعض المتدينين يعتبر التدخين مكروه فقط وليس بالحرام.
3- الفراغ وقلة الثقافة.
4- الجهل بأضرار التدخين، فأكثر الناس لا يعرفون الحجم الحقيقي لمشكلة التدخين. وأكثر المثقفـين يعلمـون بأن التدخين ضار بالرئتـين والقلـب فقط. والقليل منهم من يدرك مدى تأثـير التدخين السلبي على غير المـدخن.
5- التقليد والمحاكاة لنجوم السينما والتلفزيون والآباء والأقرباء.
6- الإهمال الأسري.
7- رفاق السوء.
8- وسائل الإعلام والإعلانات الخاصة بالتدخين.
طرق التخلص من التدخين:1
- التوعية. 6 - العلاج بالضغط اليدوي.
2 - عيادات مكافحة التدخين. 7 - الاستشارات الطبية.
3 - العقاقير. 8- الوقاية من عوامل الخطورة.
4 - لبان النيكوتين. 9- العلاج السلوكي.
5- الوخز بالإبر الصينية. 10- الإعلام.
للتخلص من التدخين لابد من الأخذ في الاعتبار ما يلي:
• ضرورة إخلاص نية الإقلاع لوجه الله تعالى.
• التوعية بكافة أشكالها هي أساس كل الطرق.
• الإعلام هو صوت التوعية المدوي لنشرها.
• اختيار الوسائل المساعدة المناسبة لكل شخص.
• مشاركة المجتمع والأجهزة المعنية.
• ضرورة إشراك العنصر النسائي بفعالية.
أهمية الإعلام في مكافحة التدخين: * توصيل المعلومات الصحيحة عن أضرار التدخين.
* تشجيع الناس علي المشاركة في مكافحة التدخين باعتبارها مشكلة عامة.
* توضيح الدور الإيجابي لعيادات مكافحة التدخين وإظهار دورها في التوعية.
* التأكيد علي مكافحة التدخين في المجتمع هو حماية أنفسنا، وأبنائنا وأهلنا وبيئتنا واقتصادنا من أضراره، وأننا بالتخلص منه نرضى الله عز وجل.
* التركيز على توعية الشباب، والنساء والفتيات، والفئات العمالية، وكل الفئات المستهدفة في المجتمع.
دور الدولة في مكافحة التدخينيمكن للدولة القيام بعدة أمور تستطيع من خلالها المساعدة في التوقف عن التدخين وهي:
1) سياسة تسعير تشجع على عدم التدخين مثل رفع الضريبة على السجائر.
2) استخدام جزء من حصيلة الضرائب المفروضة على التبغ لتمويل برامج مكافحة التدخين.
3) التثقيف الصحي للجماهير بصورة مركزة وتثقيف الصغار بصورة خاصة بأساليب تتفق مع مستواهم الذهني ويكون ذلك عن طريق المدرسة والتلفاز.
4) منع الأطباء والممرضين والمعلمين، ومن هم قدوة من التدخين وقت الدوام الرسمي.
5) منع التدخين في الأماكن العامة وأماكن ازدحام الناس، وأماكن العمل وفرض عقوبات رادعة على من يخالف هذه القوانين. أهمية منع التدخين في الأماكن العامة:
- حماية الكبار والصغار من أخطار استنشاقهم لدخان تبغ الآخرين.
- حتى يكون هذا المنع ضغطاً خفياً على المدخنين يحثهم على الإقلاع.
- توفير جو مناسب وبيئة صحية تقل فيها الخطورة.
- لمنع غير المدخنين من تقليد المدخنين.
- للتأكيد علي أن المجتمع الخالي من التدخين والدخان هو المجتمع الطبيعي.
6) حظر كل إعلانات التبغ المباشرة وغير المباشرة وكل أساليب ترويجه.
7) وضع إعلانات صحية تحذيرية بارزة على منتجات التبغ.
فرض حدود قصوى للمكونات السامة الداخلة في منتجات التبغ، مع الإلزام بالتبليغ عنها. التشريعات التي تحدد نسب القطران والنيكوتين المسموح بها في السجائر لم تقم بها إلا بعض الدول، وفيها تتراوح نسبة النيكوتين بين 0.6 – 1.0 مجم، ونسبة القطران بين 10-15 مجم.
9) تحديد السن المسموح له بشراء السجائر ب 18 سنة والأفضل 21 سنة.
10) تشجيع البدائل الاقتصادية لزراعة التبغ وصناعته.طـرق الإقـلاع عن التـدخـيـن
هناك طرق كثيرة للإقلاع عن التدخين وعلي المدخن أن يختار ما يلائمه منها وهي: 1- الإقلاع الفوري:
وذلك موقف كل مسلم أمام المحرمات، فإذا علم المسلم أن ذلك الفعل حراماً بادر إلى تركه واجتنابه طاعة ومحبة لله جل وعلا، متحدياً في سبيل إرضاء الله كل الصعوبات. إن الإقلاع الفوري عن التدخين يحتاج إلى همة قوية وعزيمة عالية وإرادة حقيقة، ويعتبر الأسبوع الأول من الإقلاع عن التدخين من أصعب الفترات التي يمر بها المدخن حيث يشكو خلال هذه الفترة من أعراض الامتناع عن التدخين التي تقل حدتها تدريجياً، حتى تختفي تماماً بعد أسبوع أو أسبوعين من الإقلاع، مما يساعد على الاستمرار في الامتناع عن التدخين ممارسة بعض الأنشطة الرياضية مثل المشي والجري والسباحة، كما يساعد على ذلك الابتعاد عن الأصدقاء المدخنين والأماكن التي تذكره بالتدخين، وعلي المدخن إخبار أسرته وأصدقائه بأنه قرر التوقف فورا نهائيا عن التدخين، والطلب منهم أن يساعدوه في ذلك، ويطلب من أصدقاءه وأقاربه عدم تقديم السجائر له.
إن التوقف عن التدخين سيؤدي إلى تحسين الصحة بما لا تستطيعه جميع الوسائل الطبية مجتمعة وهذا سيشجعه علي الاستمرار في التوقف وعدم العودة للتدخين.
2- الإقلاع التدريجــي:من يعجز عن التوقف الفوري عن التدخين فلا شك أنه يستطيع أن يقلع عن التدخين تدريجياً، وذلك بمحاولة تقليل عدد السجائر التي يدخنها. فيضع المدخن لنفسه جدولاً زمنياً لتقليل عدد السجائر، حيث يسير بناءً على هذا الجدول بانتظام، وهكذا شيئاً فشيئاً تصل عدد السجائر المدخنة في اليوم إلى سيجارة واحدة ومن ثم يمكن الإقلاع عنه فوراً وبكل سهولة.
ويستطيع المدخن الامتناع عن التدخين ساعة أو ساعتين كل يوم، ثم زيادة ساعات الامتناع تدريجيا، ثم يصمم المدخن على التوقف يوماً، وفي نهاية أي اليوم تعقد النية على التوقف في اليوم الثاني، وهكذا لمدة أسبوع أو أسابيع.3-
الإقلال التدريجي من جرعة النيكوتين للقضاء علي الإدمان:ويكون ذلك بتقليل نسبة النيكوتين التي تعود عليها جسم المدخن تدريجياً، ومن ثم يسهل على المدخن ترك التدخين. ويمكن الإقلال من جرعة النيكوتين بالطرق التالية:
أ- تدخين عدد أقل من السجائر.
ب- ترك عقب أكبر للسجائر، وذلك بتدخين نصف السيجارة أو ثلثها لأن المركبات الضارة تتركز في نهاية السيجارة.
جـ - عدم استنشاق كمية كبيرة من الدخان، وذلك بعدم إبقاء السيجارة بالفم.
د- أخذ أنفاس قليلة من كل سيجارة من حيث العدد والكم، فيأخذ المدخن النفس الواحد كمية أقل من الدخان، كما يقلل من عدد الأنفاس التي يأخذها من كل سيجارة ويطيل المدة بين الأنفاس.
هـ – استخدام الفلتر.
4- الدعاء والالتجاء إلـى الله: إن المسلم إذا أصابه السوء بادر بالاتجاه إلى السميع العليم، كما بادر إليه بالشكر على نعمه، فالله تبارك وتعالى خير معين وقد قال جل وعلا: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر605- البعد عن أسباب التدخين: إن التدخين مرض وأول طريقة في علاج الأمراض معرفة سببها، وكذلك التدخين فيجب على المدخن الابتعاد عن مسببات التدخين، وعن كل ما يذكره بالتدخين إن أمكن. فلو كان يدخن مع القهوة ويريد التوقف عن التدخين فعليه أن يستبدل القهوة بالشاي مثلاً. ولو كان يدخن بسبب جلوسه في مكان كالقهوة أو بسبب بعض الأصدقاء فعليه الابتعاد عن هذه الأماكن وهؤلاء الأصدقاء في الأيام الأولى لتركه التدخين ويستحسن البعد النهائي عنهم. وإذا كان الشعور بالوحدة هو الدافع للتدخين فعليك بالانضمام إلى النوادي والجمعيات المختلفة أوصحبة الأصدقاء الغير مدخنين.
6- العلاج النفسي:يذكر الشخص كلما أخرج سيجارته أنه يعصى الله تبارك وتعالى، ويضر نفسه ومن حوله، أو يتذكر ذلك كلما خطر بباله سيجارة، ويبدأ بزرع كره التدخين في نفسه ويعزم مراراً وتكراراً على عدم العودة إليه.
7- المضمضة بمحلول نترات الفضة ( 1 %):
هذا المحلول يجعل طعم الدخان كريهاً جداً في الفم فيعافه المدخن ويفضل تركه، كما يعمل على إزالة الالتهاب الذي يصيب الحلق.
8- استخدام بدائل التدخين: يمكن للمدمن استخدم بدائل التدخين مثل علكة النيكوتين، التي يتغلب بها المدخن على الإدمان الناجم عن النيكوتين المرتبط بالسيجارة أو التبغ، ومن ثم تختفي آثار الإدمان ويستطيع ترك التدخين، ويفضل أن يكون استخدام علكة النيكوتين تحت إشراف الطبيب.كما يمكن استخدام سيجارة النعناع الخالية من السموم المعطية للفم نكهة طيبة؛ وبذلك يتغلب المدخن على سيجارة التبغ الضارة بسيجارة غير ضارة.
9- اختيار الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين بالكلية: إذا كان الباعث على التدخين يشتد في أثناء العمل، فليكن بدء التوقف في الراحة الأسبوعية، أما إذا كانت الرغبة إلى التدخين تشتد في أثناء الوجود في المنزل فليكن التوقف في أول أيام العمل. ومن الخطأ اختيار الوقت الذي يجتاز فيه المدخن حالة من القلق.
10- عيادات الإقلاع عن التدخين:يمكن مراجعة عيادات خاصة تساعد على ترك التدخين حسب برامجها – إن وجدت تلك العيادات – وقد أُسِّس في بريطانيا عدد كبير من هذه العيادات كما خصصت أقسام في بعض المستشفيات لعلاج المدخنين، وقد قامت عدة دول بإيجاد مثل تلك العيادات والأقسام.
11- تغيير نوع السجائر قبل التوقف عن التدخين:
وذلك لكسر العادة ومخالفة ما تشتهيه النفس وتقليل الرغبة في التدخين.
12- من المفيد جداً للمدخنين:
- الإكثار من شرب السوائل، لتخليص الجسم من النيكوتين والمواد الضارة، كما يفضل الإكثار من أكل الفواكه والخضروات إن أمكن لأن بها مواد مضادة للأكسدة، ومن المفيد أيضا الحصول على قدر كبير من الاسترخاء خاصة في الأيام الخمس الأولى من ترك التدخين.
- أن ينفقوا أموالهم التي تتوفر بسبب الإقلاع عن التدخين في الصدقات وأوجه الخير مما يعطيهم حافزاً قوياً على الاستمرار في ترك التدخين، فبدلاً من حرق النقود في معصية الله ينفقها في أوجه الخير التي ترضي الله. أو إنفاق تلك النقود على نفسه وأسرته بدلاً من إتلافها إنفاقها في المعصية.
- علي من كان ضعيف الإرادة أن يقلل من شرها ما استطاع، ولا يحسنها لغيره، ولا يغري بها أحدًا كأن يقدمها للآخرين، أو يلح على زواره بتناولها، بل ينبغي أن يبين لغيره أضرارها المالية والبدنية والنفسية، وأقرب هذه الأضرار أنه أصبح عبدًا لها.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } ق37
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين